امبراطور العشاق
المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 27/10/2008
| موضوع: قصيدة رثاء جميله الجمعة أكتوبر 31, 2008 11:06 pm | |
| كانت هذه القصيدة من إحدى القصائد الرثائية التي أعجبتني ، وإن كنت لا أحب غرض الرثاء ؛ لأنه قد يظهر تفجعاً مصطنعاً ، أو يظهر محاسن المرء ويبالغ فيه لدرجة الكمال! ، أما هذه القصيدة فحوت بجانب الرثاء : الوصف بل وأجاد في الوصف وبلغ به مرتبة الإبداع . هذه القصيدة قالها: أبو الحسن الأنباري ، أشتهر بوعظه ، ولم يقل الشعر إلا قليلاً ولم يطل إلا في هذه القصيدة والتي حازت على رضا الناس وإعجابهم . وكانت قصة هذه القصيدة تعود إلى حرب قد جرت أحداثها بين عز الدولة وابن عمه عضد الدولة وقد كان ابن البقية وزيراً لعضد الدولة وقد ذهب إلى عز الدولة و سلمه إلى عضد الدولة باعتباره خائناً ، وقد أورد العداس في كتابه : نظرات في المناسبات أن ابن البقية قد ذهب لإجراء الصلح بين عز الدولة وعضد الدولة ، إلا أن عز الدولة قد ثار وغضب كون مكانته ستهتز ويظهر ضعفه ، فطرد ابن البقية وأرسل واشياً لينقل الأخبار لبلاط عضد الدولة والذي غضب أشد الغضب وطلب ابن البقية وحكم عليه بالخيانة ، فطرحه في ساحة أمام قصره واستدعى الفيلة فداسوه حتى الموت، وكان قد وصل عمره إلى الخمسين. ثم صلبه على باب بيته " أي بيت ابن البقية" والذي كان مجاوراً لقصر عضد الدولة ، ورأوه الناس وأصابتهم الحسرة لما أصابه، وذلك لما كان عليه ابن البقية من حب للناس ومساعدتهم ، وتقديم الخدمة لهم ، وقضاء حوائجهم، وأظهر كثير من الشعراء تفجعهم ورثوه بقصائد لم يحفظ التاريخ إلا قليل منها ، لما كانت عليه من الضعف وإظهار التفجع ومحاولة تعظيم الأمر ، إلا أن أبو الحسن الأنباري رأى ابن البقية مصلوباً وقد تحلق الناس حوله ، وقال قصيدته التي وصلت أقاصي البلاد خلال مدة وجيزة ، بل أن عضد الدولة سمعها من حراسه الذين نقلوا إليه الأبيات ، وأثبت عضد الدولة حزنه ومع ذلك لم ينزل ابن البقية ودفنه إلا بعدما مات عضد الدولة في نفس موضع الخشبة.
والأبيات هي :
علو في الحياة وفي الممات *** لحق أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا *** وفود نداك أيام الصلات
كأنك قائم فيهم خطيباً *** وكلهم قيام للصلاة
مددت يديك نحوهم احتفاء *** كمدهما إليهم بالهبات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن *** يضم علاك من بعد الممات
أصاروا الجو قبرك واستنابوا *** عن الكفان ثوب السافيات
لعظمك في النفوس تبيت ترعى *** بحفاظ وحراس ثقات
وتشعل عندك النيران ليلاً *** كذلك كنت أيام الحياة
ركبت مطية من قبل زيد *** علاها في السنين الماضيات
وتلك فضيلة فيها تأس *** تباعد عنك تعيير العداة
ولم أر قبل جذعك قط جذعا *** تمكن من عناق المكرمات
أسأت إلى النوائب فاستثارت *** فأنت قتيل ثأر النائبات
وكنت تجير من صرف الليالي *** فعاد مطالباً لك بالترات
وصير دهرك الإحسان فيه *** إلينا من عظيم السيئات
وكنت لمعشر سعداً، فلما *** مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فؤادي *** يخفف بالدموع الجاريات
ولو أني قدرت على قيام *** لفرضك والحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافي *** ونحت بها خلاف النائحات
ولكني أصبر عنك نفسي *** مخافة أن أعد من الجناة
وما لك تربة فأقول تسقى *** لأنك نصب هطل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تترى *** برحمات غواد رائحات [/size]
لكم تحياتي واشواق : - امبراطور العشاق [/size]
| |
|
غلانجد
المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 20/11/2008
| موضوع: رد: قصيدة رثاء جميله الخميس نوفمبر 20, 2008 11:19 am | |
| يســـــــــــــــــــلمووووووووووع الكلمات الرائعهـ | |
|
امبراطور العشاق
المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 27/10/2008
| موضوع: رد: قصيدة رثاء جميله الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 4:06 pm | |
| (( غلا نجـــــد )) يسلموووووووووو على المرور المتميز عيونك الرائعه تحياتي لك
امبراطور العشاق | |
|